" نحن بحاجة إلى عملية جراحية دقيقة، وليس مطرقة". بهذه الكلمات، وضع السير جيم راتكليف وفريقه في INEOS حجر الأساس للمرحلة الجديدة في مانشستر يونايتد. والآن، مع اقتراب نافذة الانتقالات الشتوية في يناير 2026، حان وقت "غرفة العمليات".
لم يعد "أولد ترافورد" مسرحاً للأحلام، بل أصبح "مقبرة" للمواهب والمليارات. الموسم الحالي (2025-2026) يسير من سيء إلى أسوأ. الفريق يفتقر للهيكل، للروح، وللجودة. الجماهير لا تنتظر فوزاً في مباراة، بل تنتظر "ثورة" في الإدارة والفريق.
يناير القادم ليس مجرد "ميركاتو" لليونايتد، بل هو الاختبار الأول الحقيقي للهيكل الفني الجديد (بقيادة دان أشورث وعمر برادة). الفشل ليس خياراً، ولكن هل يمكن إصلاح هذا الحطام في 30 يوماً فقط؟
المشرط أولاً: قائمة "الضحايا"
قبل الحديث عن "الشراء"، يجب أن تبدأ "الجراحة" بـ "الاستئصال". راتكليف لن يكرر أخطاء الإدارة السابقة بالاحتفاظ باللاعبين ذوي الرواتب الفلكية دون فائدة. هناك ثلاثة أسماء على رأس قائمة المغادرة:
جيدون سانشو: قصة "الطفل المدلل" الذي فشل في إثبات نفسه يجب أن تنتهي. استمراره يمثل إرثاً ساماً من الفوضى الإدارية. النادي سيبحث عن أي عرض، حتى لو كان على سبيل الإعارة مع التزام بالشراء، لإنهاء هذا الكابوس.
كاسيميرو: "الدبابة" البرازيلية التي قادت الفريق الموسم قبل الماضي، تحولت إلى عبء ثقيل. راتبه الضخم وتراجع مستواه البدني بشكل مخيف يجعلان رحيله أولوية. الدوري السعودي يبدو الوجهة المنطقية الوحيدة القادرة على تحمل تكاليفه.
أنتوني: الـ 100 مليون يورو التي ترمز لكل شيء خاطئ في حقبة تين هاغ. اللاعب يفتقر للفعالية بشكل مذهل. اليونايتد يعلم أنه لن يستعيد ربع المبلغ، لكن التخلص من راتبه وإفساح المجال لجناح "حقيقي" أصبح ضرورة ملحة.
الحقن ثانياً: المراكز المطلوبة "بشكل عاجل"
"الجراحة" لن تنجح بدون "زراعة أعضاء" جديدة تضخ الحياة في الجسد الميت. اليونايتد يحتاج لثلاثة لاعبين على الأقل، لكن بجودة "عالمية" وبسعر "منطقي":
قلب الدفاع (القائد): المشكلة الأكبر. مع إصابات فاران ومارتينيز المتكررة، يحتاج اليونايتد إلى صخرة. الأسماء المرتبطة بـ INEOS واضحة: جان-كلير توديبو (نيس) هو الخيار المنطقي لصلته بالنادي، وليني يورو (ليل) هو "المستقبل" الذي قد يكون مكلفاً جداً في الشتاء.
المحور (البديل): برحيل كاسيميرو، يصبح مركز "6" شاغراً. جواو نيفيز (بنفيكا) هو الحلم، لكنه سيكلف أكثر من 100 مليون. الخيار الأكثر واقعية قد يكون لاعباً "مقاتلاً" بسعر أقل مثل يوسف فوفانا (موناكو) الذي ينتهي عقده قريباً.
المهاجم (المساند): راسموس هويلوند يقاتل وحيداً. الفريق يحتاج إلى مهاجم "مخضرم" يسجل من أنصاف الفرص. سيرهو غيراسي (شتوتغارت) الذي يمتلك شرطاً جزائياً زهيداً هو الاسم الأكثر تداولاً ليكون "سوبر-سب" فعال.
الخلاصة: يناير.. بداية الثورة أم استمرار الوهم؟
مانشستر يونايتد لن يفوز بالدوري هذا الموسم، وربما لن يصل لدوري الأبطال. لكن جماهيره لا تريد الفوز الآن، بل تريد رؤية "خطة". ميركاتو يناير 2026 هو فرصة راتكليف ليقول للجماهير: "العهد القديم انتهى، وبدأنا البناء بذكاء".
فهل ستكون هذه "الجراحة الدقيقة" هي بداية العودة للطريق الصحيح، أم مجرد مسكن مؤقت لمريض حالته ميؤوس منها؟
تعليقات
إرسال تعليق